أخر الاخبار

طرق واستراتيجية عملية لزيادة التركيز وتخلص من التشتت

طرق واستراتيجية عملية لزيادة التركيز وتخلص من التشتت

في زمننا الحالي، تتنافس العديد من الأشياء على جذب انتباهنا. سواء كانت إشعارات الهاتف أو الأخبار العاجلة أو وسائل التواصل الاجتماعي، يسهل أن ننجر وراء أشياء لا تخدم أهدافنا الحقيقية. لكن لحسن الحظ، هناك طرق لاستعادة السيطرة على تركيزك وتحقيق أقصى استفادة من وقتك.

لماذا يعتبر اختيار ما نركز عليه مهمًا؟

كما قال الفيلسوف الروماني اپكتيتوس، "إذا لم تتحكم أنت في الأفكار والصور التي تعرض نفسك لها، سيتولى شخص آخر هذه المهمة، وقد لا تكون نواياه نبيلة."

بعبارة أخرى، عندما نسمح للإشعارات العشوائية والأخبار التي لا تهمنا حقًا باختراق يومنا، فإننا نفقد السيطرة على تركيزنا ونضيع طاقتنا العقلية.

إليك بعض الخطوات العملية لاستعادة السيطرة

إدارة إشعارات هاتفك: بدلًا من وضع الهاتف في وضع "عدم الإزعاج" الذي يوقف كل الإشعارات، خُذ بعض الوقت لتعديل إعدادات الإشعارات لكل تطبيق على حدة. بهذه الطريقة، يمكنك تحديد الإشعارات المهمة التي تريد تلقيها (مثل المكالمات والرسائل النصية من المقربين أو تذكيرات التقويم) وتجاهل البقية.

كن حذرًا بشأن الأخبار التي تستهلكها: هل تحتاج حقًا إلى معرفة كل خبر عاجل؟ هل يؤثر معرفة أن أحدهم تفاعل مع منشور لك على الإنتاجية؟ فكر في الأمر.
 

وسائل التواصل الاجتماعي: مصدر للمعرفة أم للمشاغل؟

لقد تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة شاسعة يغلب عليها المحتوى غير المفيد. بدلاً من استنزاف طاقتنا في استكشاف هذا الكم الهائل من المعلومات المتناثرة، يمكننا توظيف هذه المنصات بشكل أفضل بالتركيز على بناء العلاقات وتعزيز التواصل الاجتماعي.
فوسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلاً عن الكتب والمقالات العلمية أو المواقع الموثوقة مثل ويكيبيديا. قيمتها الحقيقية تكمن في قدرتها على ربطنا بالآخرين وتقوية شبكة معارفنا.
لا أدعو إلى إلغاء وسائل التواصل الاجتماعي فهي بحد ذاتها أداة يمكن استخدامها بطرق إيجابية. المشكلة تكمن في الاستخدام غير الواعي لها. يعتقد الكثيرون أنهم يتحكمون بما يطالعونه، بينما الواقع أنهم يتعرضون لتأثيرات خفية ومستمرة.
لذلك، علينا أن نكون أكثر إدراكًا لكيفية استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي. صحيح أنها تملك بعض السلبيات، إلا أنها ليست أمراً سيئاً بالكامل.
يمكننا الاستفادة منها فيما يعود علينا بالنفع، ولكن ضع في حسبانك أنك لن تفوت شيئاً جوهرياً إن لم تكن متواجداً عليها.
دعونا نركز على اكتساب المعرفة بدلاً من مجرد جمع المعلومات. المعلومات هي عبارة عن حقائق وأرقام ومعطيات، أما المعرفة فهي القدرة على تطبيق هذه المعلومات بطريقة صحيحة وهادفة.
على سبيل المثال، معرفة أن أداء صناديق الاستثمار التحوط (Hedge Funds) كان ضعيفاً خلال العقد الماضي، تعتبر معلومة. أما تحويل هذه المعلومة إلى استراتيجية استثمار ناجحة، فهذا هو جوهر المعرفة.
يقع معظمنا في فخ الاكتفاء بجمع المعلومات دون السعي وراء المعرفة. السبب في ذلك يعود إلى سهولة الحصول على المعلومات، على عكس المعرفة التي تتطلب بذل جهد ووقت أكبر.
فعلى سبيل المثال، قراءة كتاب أو أخذ دورة تعليمية يستلزم قراراً واعياً واستثماراً زمنياً. نتساءل حينها: "هل يستحق الأمر كل هذا الوقت؟" وهذا سؤال مهم ينبغي طرحه على أنفسنا.
أما في حالة تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، فلا نفكر بنفس المنطق. نتصفح منشورًا أو مقطع فيديو قصيراً ونبرر ذلك بأنه "مجرد شيء بسيط".
لكن المشكلة تكمن في أننا ننجرّ إلى متابعة سلسلة لا تنتهي من المحتوى، ونستهلك كمية هائلة من المعلومات التي لا تعود علينا بأية فائدة حقيقية.
اكتساب المعرفة يجب أن يكون عملية واعية وهادفة، تركز على مجال محدد يعود علينا بالنفع والارتقاء.

أفكارك تتشكل وفق ما تركز عليه

إن التحكم باهتمامك أمر بالغ الأهمية لأنه يؤثر على أفكارك وأفعالك. وقد أوضح ويليام جيمس، مؤسس البراغماتية ورائد علم النفس الحديث ، ذلك بشكل أفضل:
"الأفكار تتحول إلى إدراك ، والإدراك يصبح حقيقة. غيّر أفكارك ، غيّر واقعك"

لتغيير أفكارك ، تحتاج إلى شيئين.
  • أولاً: تحتاج إلى إدارة الحديث السلبي في عقلك ، وهو ما يفعله معظم الناس من خلال التأمل.
  • ثانياً: تحتاج إلى إدارة الحديث السلبي الخارجي ، والذي يمكنك القيام به عن طريق الحد من تعرضك للمصادر الخارجية.
هذا لا يعني أنه يجب عليك عزل نفسك عن العالم.
فقط اسأل نفسك ، "هل هذا يستحق اهتمامي؟ هل سيثري هذا حياتي؟ "

إذا كانت الإجابة لا ، فتوكل على الله ة اتركه.

خاتمة مُلهمة للرجال: استعادة تركيزك وتحقيق أهدافك

في عالم اليوم المُزدحم، من السهل أن ننجر وراء مُشتتات الانتباه ونفقد تركيزنا. لكن تذكر، أيها الرجل، أن لديك القدرة على التحكم في أفكارك وأفعالك، وبالتالي تغيير مسار حياتك.

ابدأ بتطبيق النصائح العملية التي قدمتها لك في هذا المقال. خذ زمام المبادرة، وسيطر على إشعارات هاتفك، وكن حذرًا بشأن الأخبار التي تستهلكها، واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء. ركز على اكتساب المعرفة بدلاً من مجرد جمع المعلومات، وواجه الحديث السلبي سواء في عقلك أو من حولك.

تذكر، أنت لست بحاجة إلى عزل نفسك عن العالم، بل عليك أن تكون أكثر وعيًا بما تسمح له بالدخول إلى عقلك. اختر ما يثري حياتك ويدعم أهدافك، واترك الباقي وراءك.

استثمر وقتك وطاقتك في الأشياء التي تهمك حقًا، وكن على يقين من أنك ستبدأ برؤية نتائج إيجابية في جميع مجالات حياتك.

تذكر، أنت أقوى مما تعتقد. ابدأ رحلتك نحو التحكم بتركيزك وتحقيق أهدافك اليوم!

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -